التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة

 

يحتار الكثير من الأمهات بخصوص التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة و كيفية العلاج.

لذلك في هذا المقال سوف نناقش أسباب الإصابة بـ التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة و كيف يمكن للأم أن تتعامل مع هذا الموقف و طرق وقاية الطفل من الإصابة بالتهاب الحلق.

 

في البداية علينا تعريف ما هو التهاب الحلق عند الأطفال:

التهاب الحلق عند الأطفال هو الإحساس بحرقة و جفاف بالحلق، مما يسبب للطفل صعوبة و شعور بالألم أثناء البلع.

 

احتمالية الإصابة بـ التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة تزداد خلال السنة الأولى من عمر الطفل؛ و ذلك لأن جهازه المناعي في هذا السن يعد تحت الإنشاء فلا يعمل بكفاءته الكاملة؛ مما يعرض الطفل للإصابة بالتهاب الحلق لعدد مرات يصل إلى الستة أو السبع مرات خلال تلك السنة.

 

تنقسم أنواع التهاب الحلق عند الأطفال الرضع إلى:

- نزلات البرد (العدوى الفيروسية):

و هو النوع الأكثر شهرة؛ حيث تحدث الإصابة نتيجة عدوى فيروسية و التي تتسبب في التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة و ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل السعال و سيلان الأنف.

يحتاج الطفل في هذا الوقت إلى مدة تتراوح بين الأسبوع و العشرة أيام للتعافي أو حتى تختفي الأعراض.

عادة ما تحدث الإصابة بسبب برودة الجو أو فصل الشتاء، فالحرص على إعطاء الطفل الكثير من السوائل الدافئة يساعد على تحسن الحالة و تخفيف الأعراض.

و الجدير بالذكر أن عند الإصابة بـ التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة يجب استشارة الطبيب المختص لتفادي المضاعفات الجسيمة لارتفاع درجة حرارة الجسم.

 

- التهاب اللوزتين (عدوى فيروسية):

يصاب الطفل الرضيع بعدوى فيروسية تصيب اللوزتين بالالتهاب أو بالتهاب الحلق و يستطيع الآباء و الأمهات ملاحظتها من خلال ظهور أعراض مثل اختلاف صوت الرضيع في البكاء (يصبح مبحوح أو أكثر غلاظة)، معاناة الطفل من الحمى، معاناته أيضًا من صعوبة في البلع؛ بالإضافة إلى سيلان اللعاب (كثرة إفراز اللعاب).

و كما ذكرنا سابقًا؛ فعند ملاحظة الأهل التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة يجب التوجه على الفور للطبيب المختص لتجنب حدوث أحدى المضاعفات الخطيرة لحرارة الجسم المرتفعة، حيث أن الطفل سوف يحتاج إلى استعمال أحد خوافض الحرارة الخاصة بالأطفال.

 

- مرض اليد والقدم والفم ( عدوى فيروسية ):

الإصابة بمرض اليد و القدم و الفم تحدث عن طرق عدة فيروسات، تظهر الأعراض على هيئة ارتفاع في درجة حرارة الجسم، التهاب الحلق، ظهور طفح جلدي مؤلم ( تبثر ) باليدين، القدم و المؤخرة، بالإضافة إلى ظهورها بالفم أيضًا مما يجعل من البلع مهمة صعبة و مؤلمة على الطفل.

غالبًا ما تحدث العدوى للأطفال دون الخمسة سنوات، و في حال إصابتهم يكونون معديين لغيرهم من الأطفال؛ فيجب أن يظلوا بالبيت لمدة لا تقل عن أسبوع أو العشرة أيام أو على الأقل حتى يختفي الطفح الجلدي.

يجب دائمًا استشارة الطبيب المختص في حالة التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة للحصول على تشخيص صحيح للحالة و اختيار العلاج المناسب.

 

- التهاب الحلق البكتيري:

التهاب الحلق البكتيري يحدث عن طريق الإصابة ببكتيريا تسمى 'العقدية المقيحة'، تنتشر خلال أول فصل الربيع و في فصل الشتاء، و هي معدية حيث تنتشر عن طريق ملامسة رذاذ المصاب بأي عشاء مخاطي عند المريض أو المشاركة في الطعام أو الشراب.

يمكن للبكتيريا أن تصيب اللوزتين، الجيوب الأنفية، الأذن الوسطى، الجلد و الدم.

و عندما تحدث الإصابة بالحلق أو باللوزتين سوف يشعر الطفل بالحمى و صعوبة في البلع و غالبًا ما يكون بسبب تورم اللوزتين و احتقان الحلق؛ وقد يلاحظ أهل الطفل تورم العقد الليمفاوية الموجودة بالرقبة أو ظهور طفح جلدي، و وجود بقع بيضاء أو قيح باللوزتين أثناء فترة العدوى.

التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة في هذه الحالة لا يجب أن يُهمل أبدًا و ذلك لخطورة المضاعفات التي تسببها البكتيريا العقدية.

فمن مضاعفاتها:

1- إصابة الطفل بالتهاب الكلى.

2- إصابة الطفل بالحمى القرمزية.

3- إصابة الطفل بالتهاب المفاصل التفاعلي التالي للعقديات.

4- إصابة الطفل بالحمى الروماتزمية و التي تؤثر على صحة القلب، المفاصل و الجلد.

 

سيقوم الطبيب المختص بتشخيص الحالة عن طريق عمل الفحوصات و الاختبارات اللازمة مثل عمل مزرعة الحلق للتأكد من وجود بكتيريا؛ و اختبار الاختبار السريع للمستضد.

و في حالة التأكد من وجود البكتيريا العقدية سوف يوصي الطبيب باستخدام مضاد حيوي يناسب هذا النوع من البكتيريا، بالإضافة إلى خافض للحرارة في حالة وجود حمى و بعض الأدوية الأخرى لتخفيف الأعراض.

و لا يجب على الأهل إعطاء أطفالهم المصابين أي أدوية بدون استشارة الطبيب لتجنب الإصابة بأي آثار جانبية.

 

و لأن التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة أشياء مؤرقة جدًا بالأخص في هذا السن فهناك بعض الخطوات البسيطة لتخفيف الأعراض و لتسريع عملية الشفاء، و من هذه الخطوات:

- الإكثار من شرب الماء و المشروبات الدافئة لتقليل جفاف و احتقان الحلق.

- تناول الأطعمة اللينة و سهلة البلع مثل مرق الدجاج و حساء الخضروات، اللبن، البطاطا المهروسة و الفاكهة اللينة.

- أخذ قسط كافي من الراحة يسرع عملية الشفاء من التهاب الحلق أيضًا.

 

و من طرق الوقاية من الإصابة بـ التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة:

- الحرص على عدم اختلاط الطفل السليم بشخص مصاب.

- التقليل من التجمعات و خصوصًا في هذا السن؛ و ذلك لأن الجهاز المناعي لا يعمل بكفاءة عالية في السنوات الأولى من حياة الطفل.

- الحرص على غسيل الأيدي قبل تناول الطعام.

- عدم مشاركة الأخرين في أدوات تناول الطعام لتفادي الإصابة بـ التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة.

- تنظيف و غسل الببرونة أو السكاتة الخاصة بالطفل جيدًا و بانتظام و قبل استعمالها.

 

التهاب الحلق عند الأطفال الرضع و ارتفاع درجة الحرارة بـ عالم حواء أو الأمهات قد يكون مقلق أو مخيف في بعض الأحيان، و لكن نؤكد لك عزيزتي، بالفحص المبكر و تلقي العلاج المناسب يمكن للطفل تماثل الشفاء و الرجوع لممارسة حياته بشكل طبيعي.

 

بالمستشفى السعودي الألماني سوف تجد نخبة من أفضل و أمهر أطباء و جراحي الأنف و الأذن و الحنجرة المتخصصين في علاج الأطفال الرضع من جميع أنواع التهاب الحلق و مضاعفاته.

و نؤكد أهمية ملاحظة الأهل لأبنائهم و خصوصًا في السن الصغير لعدم تمكنهم من التواصل و التعبير عن وجود ألم أو معاناتهم من أمر ما؛ لذا يجب دائمًا الانتباه لدرجة حرارة جسمهم كمؤشر لوجود أي مشكلة صحية قد يكونوا يعانون منها و للتدخل السريع في حالة ارتفاعها.

 

و في حالة الشك في وجود مشكلة صحية يعاني منها طفلك؛ لا تتردد أبدًا فقط عليك التوجه لأقرب فرع لـ مستشفى السعودي الألماني.